ملخص البحث:

بشكل القطاع الصناعي واحد من أهم القطاعات التنموية التي تساعد الدول على مد اقتصادها بمصادر دخل متنوعة ومعالجة العديد من مشكلات الفقر والبطالة، وعليه تسعى الدول جميعها إلى تطوير هذا القطاع لتحقيق أفضل مخرجات ممكنة (خضر، 2021)، وتعد فكرة توطين الصناعة واحدة من الاستراتيجيات المتبعة في سبيل تحقيق ذلك، وتعني اختيار أفضل الأوساط والبيئات لإقامة صناعات محددة، أي اختيار أفضل المواقع والبيئات اقتصادياً، اجتماعياً، وجغرافياً وسياسياً لإقامه المشاريع الصناعية، وتوزيعها على النطاق الجغرافي للدولة، ويأتي ذلك كخطوة للحصول على نسيج صناعي فعال ذو إنتاجية عالية (بعوني، 2020)، تستهدف الجهات الراغبة بتوطين مشاريعها الصناعية الأماكن التي تتوفر فيه الموارد المتناسبة مع طبيعة النشاط الصناعي، فأضل موقع هو المكان الذي تتوفر فيه الإمدادات اللازمة (Lakshmikanthan & Tabiri, 2012). وعليه يعد توطين الصناعة وسيلة يمكن من خلالها خفض تكاليف التوريد والإمداد اللوجستي وتعزيز مرونة سلسلة التوريد وذلك من خلال زيادة حصة العرض المحلي، كما أن رفع حصة المواد من مصادر محلية تحسن من مرونة العمل وتعزز من القدرة على مواجهة التحديات والأزمات الاقتصادية وما ينشأ عنها من عدم اليقين (Nalcioglu & Kilic, 2017)، خاصة وأن تحسين أداء سلسلة التوريد وما يتضمن من إدارة شبكات للحصول على المواد الخام وتصنيع المنتجات أو إنشاء الخدمات وتخزين البضائع وتوزيعها وتسليمها للعملاء والمستهلكين تساهم في تعزيز كفاءة العملية الإنتاجية وتحسين الميزة التنافسية (El-Tamimi, 2015). وتأسياَ على ما سبق، ولأهمية الارتقاء بالقطاع الصناعي في الشمال السوري، فإن هذه الدراسة تأتي بهدف إلى التعرف على أثر توطين الصناعة على تحسين كفاءة أداء سلسلة التوريد (المرونة، العلاقات، والاستجابة) في المنشآت الصناعية الموطنة في الشمال السوري. سوف تعتمد الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، حيث سيتم تطوير استبانة كأداة رئيسية لجمع البيانات الازمة. يتكون مجتمع الدراسة من الإدارات العليا في المصانع الموجودة في المدينة الصناعية في مارع. سيتم اختيار عينة الدراسة بطريقة عشوائية بحيث تتضمن (150) مديراً من الإدارات العليا من مجتمع الدراسة الأصلي. من المتوقع أن تشير نتائج الدراسة إلى أن توطين الصناعة يساعد المنشآت الصناعية على تحسين كفاءة أداء سلسلة التوريد بصورة عامة ويساهم في تعزيز كفاءة، مرونة السلسة والعلاقات بين الأطراف المعنية، والاستجابة التي تحققها السلسة. ويمكن في ضوء هذه النتائج أن تقدم الدراسة مجموعة من التوصيات وتشمل؛ ضرورة قيام الدول بتشجيع المستثمرين وأصحاب الأموال الراغبين في إقامة المنشآت الصناعية بتوطينها واختيار الأماكن التي تساعدهم على إيجاد الموارد التي تخدم أعمالهم. كما ينبغي العمل على تعزيز وعي الإدارات العليا حول ممارسات وعمليات سلسلة التوريد وكيفية تحسينها، من جهة أخرى، فإنه لا بد من تقديم التسهيلات اللازمة لمساعدة المصانع على تطبيق عمليات التوطين وتطبيقها بصورة تعزز من فعالية النسيج الصناعي.

كلمات مفتاحية: توطين الصناعة، أداء سلسلة التوريد، المنشآت الصناعية، الشمال السوري، مدينة مارع.