سنة النشر: 2023
المؤلف: أ. محمود الأش
العدد: 3
الملخص:
موضوع البركات واللعنات مركزيٌّ في علاقة الإله مع البشر (برنس، 2005، ص210)، ولتنال البركة عليك أن تعمل بوصايا الإله، وإلا فاللعنات. لا تنحصر البركات واللعنات في الأفراد غالبًا، بل تتجاوزهم إلى الجماعات، وربما تستمر من جيل لآخر، حتى يعتقد بعضهم أن منها ما زال مستمرًّا إلى يوم الناس هذا، فتنتقل من سلف إلى خلف إذا لم تقابل ما يُبطل مفعولها.
موضوع اللعن في دعوات الشر من الموضوعات البارزة في العهد القديم؛ لأن بني إسرائيل قدّموا كغيرهم من الشعوب، القرابين لنيل البركات، واجتنبوا ما يعرّضهم للعنات، التي تكون لدينونة العصاة غير المؤمنين؛ إذ إن اللعنة لا تأتي دون سبب، غالبًا، ولذلك يحسن الوقوف عند هذا الموضوع، لما يتضمنّه من عباراتٍ خاصةً، استُخدمت لإنزال الشرّ بالخصوم وبمن يفكّر في إلحاق الأذى بهم.
وردت كلمة “بركة” ومشتقاتها في الكتاب المقدس /410/ مرات، في حين وردت كلمة لعنة ومشتقاتها /230/ مرة، بنسبة تقدّر بنصف البركات تقريبًا، مما يدل على أهمية البركة التي طال سعي الإنسان إلى نيلها. وأما اللعنة فهي التي تقف حاجزًا أمام نيل البركات.
يسلّط هذا البحث الضوء على عبارات الدعاء بالشر من خلال اللعن، المستخدمة في عبرية العهد القديم، من خلال سفر اللاويين أنموذجًا، ويبيّن الجانب اللغوي لها، ويشير إلى الألفاظ ودلالاتها وسياقاتها، والرؤى الفكرية الدينية المنعكسة فيها. وقد اختار الباحث سفر اللاويين؛ لعدم وجود بحث خصّها بالدراسة، كما أن ما سبق من دراسات اهتمت باللعنات الواردة في سفر التثنية بشكل خاص، إضافة إلى أن اللعنات الواردة فيه، خاصة (لاو 26: 16-39)؛ تشبه اللعنات التي وردت في مواطن أخرى من العهد من جهة، وما ورد في نصوص الشرق الأدنى القديم، من جهة ثانية.
فما تلك العبارات؟ وما الأسلوب التعبيري الذي استخدمه في صياغتها اللغوية؟ وما المرامي التي قصدها بتلك العبارات؟ وما الدلالات المعنوية لها؟ وما أبعادها الفكرية الدينية والاجتماعية؟
اقتضت طبيعة البحث اتباع المنهج الوصفي التحليلي، حيث يستعرض الباحث الشواهد في سفر اللاويين، بحسب ترتيب ورودها، ويستخرج ما فيها من عبارات لعنٍ، ثم يسلّط الضوء عليها أسلوبيًّا ودلاليًّا.
كلمات مفتاحية: الدعاء بالشر، العبرية، العهد القديم، سفر اللاويين، اللعن.
“سفر اللاويين أنموذجًا
شارك هذا البحث!
شارك هذا البحث!
أحدث الأبحاث