الملخص:
لمّا كان التَّناص ممارسة لغوية لا مناصَ منها لأي شاعر، جاءت هذه الدراسة لتسلّط الضوء على التَّناص وتقاطعاته في شعر الشاعر المخضرم عَبْدة بن الطبيب، وقد زخر شعر عَبْدة بعدد غير قليل من التقاطعات النصيَّة على مستوى اللفظ والمعنى والصور الفنية مع نصوص سابقة منها القرآن الكريم والشعر الجاهلي والإسلامي، ومن هذا المنطلق يهدف البحث إلى محاولة استعراض أشكال التَّناص الأدبي في شعر عَبْدة، وإظهار مدى تأثره بالنصوص الأدبية المتنوعة، وتحليل الإضافات التي قدمها عَبْدة في شعره.
تكمن قيمة البحث في محاولة تقديمِ إضافةٍ علميةٍ عن صور التَّناص الأدبي في تراثنا القديم.
وقد اقتضت طبيعة البحث الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي والمقارن إذ قمت بقراءة النصوص السابقة والمعاصرة التي أفاد منها عَبْدة وضمنها شعرَه، ثم حللت النصين وقارنت بينهما لاستخلاص نوع التناص وصوره في شعره.
ومن أبرز ما توصّلت إليه الدراسة، تأثُّرُ عَبْدة بالشعراء الجاهليين، ومنهم امرؤ القيس والنابغة الذبياني وطَرفة بن العبد، وبالإسلاميين ومنهم كعب بن زهير، وقد اقتبس من القرآن بعض التلميحات الإسلامية وضمَّنها شعرَه.
وفي التقاطعات النصية لدى عَبْدة نلاحظ التّأثُّرَ بالشكل، على حين كان التقاطعُ النصيُّ مع المضمون قليلاً عنده، وقد قدم عَبْدة في تقاطعاته النصية إنجازاتٍ فنيةً جعلتْ نصَّهُ يضاهي النَّصَّ الذي يقاطعه في أكثر من موضع، ولم يبلغ شأوَهَ في مواضع أخرى.

كلمات مفتاحية: التناص، عبدة بن الطبيب، الشعراء الجاهليون، شعراء الإسلام، التقاطعات النصية